13 min read
02 Jul
02Jul

مع وضوح رؤية 2030، يتزايد اهتمام الكثير من المواطنين بفهم سوق الأوراق المالية، والذي يعد محركًا رئيسيًّا للاقتصاد الوطني.

كما أنه بمثابة منصة منظمة تتيح للشركات جمع التمويل اللازم للتوسع والتطوير، وتوفر للأفراد فرصة ليصبحوا شركاء في نجاح هذه الشركات وتنمية مدخراتهم على المدى الطويل. 

يعد سوق الأوراق المالية في السعودية "تداول" أحد أبرز الأسواق المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويلعب دورًا رئيسيًّا في المشهد الاقتصادي للمملكة.

لذا نهدف في هذه المقالة إلى تقديم دليل مبسط وشامل لمعرفة ما هو سوق الأوراق المالية وأنواعه وخصائصه.

هذا مع توضيح الفرق بينه وبين البورصة والمزيد من المعلومات الأخرى ذات الصلة، لتمتلك خلفية قوية قبل التفكير في خوض غمار الاستثمار الواعد. 

ما هو سوق الأوراق المالية؟

سوق الأوراق المالية هو منصة لتداول الأدوات المالية، وأبرزها الأسهم، التي تمثل حصص ملكية في الشركات، والسندات. يتيح هذا السوق للمستثمرين فرصة شراء وبيع هذه الأدوات بسهولة، مما يوفر السيولة للشركات والمستثمرين على حد سواء.

وفيما يتعلق بآلية عمله، فإنه يربط الشركات التي تتطلع للنمو وإطلاق مشاريع جديدة أو توسيع عملياتها وبين الأفراد والمؤسسات الذين يمتلكون مدخرات أو فوائض مالية ويسعون لاستثمارها وتنميتها وتحقيق عوائد عليها بمرور الوقت. 

هنا، يمكن للشركات الحصول على التمويل المطلوب عبر بيع حصص من ملكيتها على شكل أسهم في السوق، بينما يتمكن المستثمرون من استثمار أموالهم في هذه الشركات ليصبحوا شركاء في نجاحها، ومن ثم تحقيق مكاسب مجزية، وهذا يساهم بشكل مباشر في تحفيز النمو الاقتصادي للبلاد. 

دور سوق الأوراق المالية في دعم الاقتصاد الوطني

يربط سوق الأوراق المالية بين الفائض والعجز المالي ويوجه رؤوس الأموال للمشروعات، مما يحفز النمو ويجذب الاستثمارات.وتتبنى المملكة العربية السعودية هذا التوجه من خلال سوق "تداول"، كأحد الأسواق الناشئة الرئيسية، ما يعكس إصلاحات رؤية 2030،  ولضمان فعالية السوق، فإنه يتطلب السوق خصائص مثل الشفافية، السيولة، وسهولة توفر المعلومات، لذا تبذل الجهات المعنية قصارى جهدها في تطبيق أسس سليمة وإصلاحات لتحقيق بيئة استثمارية آمنة تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي للمملكة والوصول بالسوق لمكانة عالمية. 

مكونات سوق الأوراق المالية

لفهم كيفية عمل سوق الأوراق المالية، من الضروري التعرف أولًا على المكونات الرئيسية التي تشكل بنيتها، وهذا ما سنوضحه فيما يلي:

  1. سوق الأوراق المالية

وهي المنصات المنظمة التي توفر البنية التحتية والقواعد لتداول الأوراق المالية بكفاءة، ولقد تطورت من قاعات تداول فعلية لتصبح إلكترونية بالكامل، مما يسرع التداول ويجعله المعيار السائد في عالم الاستثمار الحديث.

  1. المشاركون في السوق

وهؤلاء يمثلون فئات مختلفة تحرك نشاط السوق، من أبرزهم:

  • المستثمرون الأفراد: يتداولون لحسابهم الخاص، وغالبًا ما يفضلون المنصات الإلكترونية وصناديق الاستثمار.
  • المستثمرون المؤسسيون: كيانات كبرى كصناديق الاستثمار والمعاشات والتأمين، تدير رؤوس أموال ضخمة ولها تأثير كبير.
  • الوسطاء: يعملون كوسيط لتنفيذ أوامر البيع والشراء للعملاء وقد يقدمون خدمات استشارية.
  • صناع السوق: يوفرون السيولة بتحديد أسعار البيع والشراء باستمرار، مما يسهل التداول ويحسن الكفاءة.
  1.  غرف المقاصة 

وهي جهات مركزية ضرورية لإتمام عمليات تسوية التداول "تحويل الأوراق المالية والأموال"، كما تدير مخاطر عدم إيفاء أحد الأطراف بالتزاماته، وتطلب ضمانات لضمان إتمام الصفقات.

  1.  الهيئات التنظيمية

والتي تشرف على الأسواق لضمان الشفافية، العدالة، وحماية المستثمرين. تضع القواعد وتراقب الامتثال لخلق بيئة تداول آمنة ومنظمة للجميع. 

أنواع أسواق الأوراق المالية

يمكن تقسيم أنواع أسواق الأوراق المالية إلى نوعين رئيسيين يلعب كل منهما دورا في دعم الاقتصاد: 

السوق الأولية 

وهي المنصة التي تُطرح وتُباع فيها الأوراق المالية الجديدة مباشرةً من الجهة المصدرة كالشركات إلى المستثمرين لأول مرة، بهدف أساسي هو جمع رأس المال اللازم لتمويل أنشطة المصدر وتوسعاته، ويعدُّ الاكتتاب العام الأولي IPO مثالًا رئيسيًّا لهذه العملية. 

السوق الثانوية

وهي السوق الأكثر شيوعًا، حيث يتم تداول الأوراق المالية التي سبق إصدارها في السوق الأولية بين المستثمرين أنفسهم، وتنقسم السوق الثانوية إلى قسمين رئيسيين: 

  • البورصات المنظمة 

وهي منصات مركزية رسمية ومُنظمة بدقة توفر بيئة تداول شفافة للأوراق المدرجة، ومن أمثلتها البورصة السعودية "تداول"، وسوق دبي المالي، وبورصة مصر.

  • الأسواق خارج البورصة

تمثل شبكات لا مركزية لتداول الأوراق المالية غير المدرجة رسميًّا، وتكون أقل تنظيمًا وشفافيةً مقارنةً بالبورصات. 

خصائص سوق الأوراق المالية في السعودية "تداول"

يتمتع سوق الأوراق المالية في المملكة العربية السعودية "تداول" بمجموعة من الخصائص التي تميزه وتؤثر على بيئة الاستثمار فيه، ومن أهمها:

  1.  الرقابة والتنظيم القوي 

يخضع سوق تداول لإشراف ورقابة صارمة من قبل هيئة السوق المالية (CMA)، حيث تعمل الهيئة بموجب نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية لضمان عدالة التعاملات، وحماية المستثمرين من الممارسات غير المشروعة، وضمان شفافية السوق، بهدف تعزيز الثقة في السوق كبيئة استثمارية منظمة وموثوقة.

  1.  الشفافية والإفصاح

من أهم خصائص سوق الأوراق المالية أن هيئة السوق المالية تلزم الشركات المدرجة فيها بالإفصاح المنتظم وفي الوقت المناسب عن بياناتها المالية، والتطورات التي قد تؤثر على أسعار أسهمها أو قرارات المستثمرين. 

كما توفر "تداول" نفسها بيانات تداول فورية ومعلومات عن الشركات، مما يسهم في توفير قدر كبير من الشفافية للمشاركين في السوق.

  1. الكفاءة المتزايدة

يشهد سوق "تداول" تطورًا كبيرًا في كفاءته خلال السنوات الماضية، لما يتميز به من بنية تحتية تقنية متطورة ومنصات تداول إلكتروني سريعة.

ويقصد بالكفاءة مدى سرعة انعكاس المعلومات الجديدة المتاحة للجمهور في أسعار الأوراق المالية. 

أي أنه بمجرد أن تصبح معلومة ما -مثل نتائج أرباح شركة، أخبار اقتصادية مهمة، أو أحداث سياسية تؤثر على السوق- متاحة لجميع المشاركين، فإن سعر السهم أو الورقة المالية يتعدل فورًا تقريبًا ليعكس قيمة وتأثير هذه المعلومة الجديدة.

  1. السيولة المرتفعة نسبيا 

يتمتع سوق تداول بسيولة مرتفعة نسبيًّا، خصوصًا بالنسبة لأسهم الشركات الكبرى، ويقصد بالسيولة هنا قدرة المستثمرين على شراء وبيع الأوراق المالية بسهولة وسرعة دون التأثير بشكل كبير على سعرها.

جدير بالذكر أن حجم السوق الكبير وتزايد مشاركة المستثمرين المحليين والدوليين يساهمان في تعزيز هذه السيولة.

  1. تنويع فرص الاستثمار 

يوفر سوق الأوراق المالية فرصًا للاستثمار في مجموعة متنوعة من القطاعات الاقتصادية، مثل: البنوك، البتروكيماويات، الاتصالات، العقار، وغيرها، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الأدوات المالية، مثل: الأسهم العادية، الصكوك، صناديق المؤشرات المتداولة، الصناديق العقارية المتداولة، وهذا التنوع يتيح للمستثمرين بناء محافظ استثمارية تلائم مستويات مختلفة من المخاطر والعوائد.

  1.  التقلبات

يتأثر سوق "تداول" كأي سوق أوراق مالية في العالم بالعديد من العوامل المحلية والإقليمية والدولية، بما في ذلك: أسعار النفط والأوضاع الاقتصادية العالمية، والأحداث الجيوسياسية. 

وقد تؤدي هذه العوامل إلى تقلبات في أسعار الأسهم، الأمر الذي يساهم في خلق فرص لتحقيق عوائد مرتفعة، وفي ذات الوقت قد يحمل مخاطر خسارة محتملة. 

الفرق بين البورصة وسوق الاوراق المالية

يكمن الفرق الرئيسي بين سوق الأوراق المالية والبورصة في النطاق والوظيفة، فالمفهوم الأول هو الأوسع والأشمل، ويمثل المنظومة الكاملة التي تشمل جميع تعاملات بيع وشراء الأوراق المالية داخل وخارج البورصة وجميع المشاركين فيها من مستثمرين ووسطاء وشركات وجهات رقابية مثل هيئة السوق المالية "CMA" في السعودية، كما تتمثل وظيفته في تيسير تدفق رأس المال الكلي ودعم النمو الاقتصادي.

أما البورصة، فهي كيان محدد يعمل ضمن سوق الأوراق المالية الأكبر، ويتمثل دوره الأساسي في توفير بيئة آمنة وشفافة وعادلة لتداول الأوراق المالية المدرجة عليها فقط، مع وضع وتطبيق قواعد صارمة، ويقتصر الوصول المباشر إليه في الغالب على الوسطاء الذين يتعامل المستثمرون من خلالهم.

في النهاية، يمثل سوق الأوراق المالية "تداول" وجهة لفرص استثمارية واعدة، ويستلزم اقتناصها بناء قاعدة معرفية متينة قبل الشروع في الاستثمار الفعلي.

تواصل مع مكتب سهل للمحاماة للحصول على المزيد من المعلومات والاستشارات القانونية المناسبة في هذا المجال.


Comments
* The email will not be published on the website.