الاستقلالية

إذا كنت تقرأ عن قيمة الاستقلالية كإحدى القيم التي تعتمدها الشركات الناجحة، ولكنك لا تعرف الكثير حول مفهومها وأهميتها في بيئات العمل المختلفة، فيمكنك متابعة السطور التالية والتي قد تفيدك كثيرًا في هذا المجال.

يتمثل مفهوم الاستقلالية بشكل عام في الحرية والقدرة على التفكير والتصرف فيما يريده الشخص دون أن يكون مقيدًا، وبمعنى آخر هي التحرر والتمكين في نفس الوقت، ولكن كيف يتم تطبيق هذه القيمة في بيئة العمل وما أثر ذلك؟


ماذا تعني الاستقلالية في مكان العمل؟

قد يعتقد البعض أن منح الاستقلالية للموظفين يعني السماح لهم بالممارسات السلبية في مكان العمل أو أن ذلك يتعارض مع التوجهات والحدود التي يضعها صاحب العمل، وهذا يتنافى بالطبع مع تحقيق أهداف واستراتيجيات مكان العمل، ولكن المقصود من هذه القيمة هو تعزيز ثقافة الاحترام والثقة المتبادلة والنزاهة بدلًا من ثقافة الخوف وفرض المهام التعسفية والتهديد وما إلى ذلك.

تتمثل أهم المعاني التي تندرج تحت مفهوم الاستقلالية في العمل هو منح الموظفين الحرية والمرونة في العمل من المكان المناسب -مثل العمل من المنزل- مع ساعات العمل الاختيارية والسماح لهم بحرية اتخاذ القرارات في مجالات عملهم وضمن مسؤولياتهم، وتفعيل ثقافة الحوار والمناقشة والاختلاف وحرية التعبير عن الآراء والأفكار والاهتمامات والاقتراحات، وذلك مع ضمان تحقيق الأهداف النهائية في المواعيد المحددة.


تأثير تطبيق قيمة الاستقلالية في مكان العمل

  • الاستقلالية هي القيمة التي يعشقها رواد الأعمال ويتبنونَها كجزء لا يتجزأ من ثقافتهم فهم على استعداد دائمًا للمخاطرة من أجل تحقيق النجاح بشروطهم الخاصة، وفيما يلي جانب يوضح لك مدى تأثير تطبيق قيمة الاستقلالية في مكان العمل:
  • يساهم تطبيق مبدأ الاستقلالية في مكان العمل في انتشار سلوكيات التحفيز والإنتاج لدى الموظفين الذين يتم منحهم الاستقلالية في تحقيق أهداف الشركة من خلال سياسات مرنة ومحفزة تجعلهم أكثر شغفًا بعملهم، وإننا نلاحظ ذلك في بيئات العمل الحديثة التي تخلت عن التقليدية وأصبحت بيئات مرنة منفتحة قابلة للتكيف.
  • تساهم الاستقلالية في العمل أيضًا في التحرر من التحيزات وقبول التوجهات المتنوعة ومنح الموظفين حرية الأداء وبذل أقصى جهد ممكن مع إيمانهم بأن هذا يساهم في التقييم الجيد لهم والنمو المهني وإحداث فرق ملموس في الكيان الذي يعملون فيه. جدير بالذكر، أنه ينبغي أن يكون هناك توازن بين الاستقلالية والعمل في حدود السلوك الأخلاقي والمهني.
  • إن تطبيق معنى الاستقلالية في العمل يزيد من شعور الموظفين بالرضا الوظيفي ويدفعهم إلى المزيد من الإبتكار والإبداع والإنتاجية، ذلك أن صاحب العمل قد تخلى عن الطرق التقليدية للإدارة وسياسة الرقابة الدقيقة التي تشعر الموظف بأنه مقيد في عمله.
  • يحسن الشعور بـ الاستقلالية في العمل من معدلات الإنتاج ويساهم في تقليل تكاليف العمالة، والعكس صحيح حيث كثرة التسلطات والقيود تهدر من ساعات العمل وتبطئ من أداء الموظفين، وتجعلهم لا يستطيعون الموازنة بين أعمالهم وحياتهم الخاصة فيزيد من معدلات التوتر والمشاعر السلبية لديهم، وربما يؤدي هذا إلى زيادة معدل الدوران.
  • إن لكل شخص قدراته وخبراته وطرقه الفريدة في التعامل مع المشكلات ومعالجة المهام، وبالتالي فإن السماح بمبدأ الاستقلالية في العمل يتيح لكل شخص أن يمارس خبراته تلك ويشاركها مع زملائه ويقدم مجموعة متنوعة وواسعة من الحلول التي تعزز من بيئة العمل وتجعله أكثر ازدهارًا.
  • يساهم السماح بـ مبدأ الاستقلالية في العمل في تقوية الروابط بين الموظفين والعملاء، حيث يتمتع الموظفون بالمزيد من الحرية والإبداع في طرق التعامل مع العملاء، خاصةً من كان منهم يمتلك شخصيات مؤثرة ذات مؤهلات قوية.
  • عند تشجيع الموظفين للعمل باستقلالية فإن هذا يحفزهم على التقدم وإظهار ما لديهم من خبرات ومهارات ونقاط قوة تساعد صاحب العمل على التعرف على المناصب الوظيفية المناسبة لهم في الشركة.


أفضل الطرق لتطبيق مبدأ الاستقلالية في العمل

  • يساعدك التنظيم في العمل على إنجاز مهامك بطريقة فعالة، من ذلك تنظيم ملفاتك واجتماعاتِك ومواعيدك الهامة وفرز الأعمال المهمة والعاجِلة والمهمة غير العاجلة..الخ.
  • خذ زمام المبادرة في أعمالك واعرض أفكارك المبتكرة على مديرك فإظهارُ مبادرتك أمر جيد لإظهار قيمتك في العمل، كما أنك بذلك تبدي تفانيًا في تطويرك على المستوى المهني.
  • إذا كان مطلوبًا منك الإجابة عن أشياء لا تعرفها، فعليك البحث عن طرق أخرى للعثور عليها قبل أن تستعين بمديرك أو زملائك في العمل، يمكن أن يساعدك محرك البحث "جوجل" على سبيل المثال، وإذا لم تعثر بعد على الإجابة المناسبة فيمكنك أن تخبر مديرك بما بذلته من جهد في عملية البحث أولًا وقبل أن تطلب منه مساعدتك.
  • ينبغي أن تكون لديك دوافع ذاتية في العمل، وأن تثبت أنك جدير بالثقة، تفعل ما تقوله بأفضل وجه ممكن وفي الوقت الذي تلزم نفسك به، وكذلك التواصل الجيد في أقرب وقت مع زملائك أو مديرك في حال لا يمكنك الوفاء بالتزامك بسبب ظروف غير متوقعة.
  • تعلم شيئًا جديدًا، فإذا كنت لا تتعلم فهذا يعني أنك لا تنمو وبالتالي لن يكون أمامك إلا فرص محدودة في العمل، بينما يساعدك التعلم على رؤية إمكانيات جديدة في حياتك المهنية.


كيف يمكنك تحسين استقلالية الموظف في مكان العمل؟

في هذه الفقرة دليل مفصل بالخطوات التي يمكنك كصاحب عمل اتباعها لتحسين استقلالية الموظف في بيئة عملك، والتي ستكون بيئة عمل أكثر صحة وإبداعًا، تحصل من خلالها على معدلات إنتاجية أعلى:

  • ثق بموظفك الذي قمت بتعيينه على أساس من الخبرات والكفاءة والإبداع، وامنحهم الفرصة لإثبات جدارتهم، ففي هذه الحالة ربما تذهلك جودة أدائهم في العمل.
  • قم بتوصيف المهمة لموظّفيك وتوضيح قيمتها ودورها في الشركة وتوقيت انتهائها، ومن ثم اترك لهم حرية التنفيذ وامنحهم الثقة الكاملة للابتكار والإبداع، وازرع فيهم الشعور بأن نجاح ذلك هو بمثابة نجاحهم أيضًا.
  • اسمح لموظفك بمساحة من ارتكاب الأخطاء، والحقيقة أنه لا يوجد موظف مثالي، ولكن يوجد موظف يتعلم من أخطائه، حين يناقش القائد أو المدير المشكلة معه ويتعرف طبيعتها وكيف يمنع حدوثها مجددا.
  • من طرق تفعيل مبدأ استقلالية الموظف منحه الأدوات المناسبة وكل ما يحتاج إليه بهدف إنتاج أفضل أداء ممكن، تتمثل تلك الأدوات في المواد التدريبية والدعم المادي والمعنوي ولوازم العمل وما إلى ذلك.
  • يمكنك أيضا الحصول على ملاحظات موظفيك وآرائهم في إنجاز المهام، وكذلك إرسال الاستبيانات التي توضح لك معدل رضاهم، فهذا كله يجعلك على اطلاع بما يحفز الموظفين ويدفعهم لزيادة إنتاجيتهم.

خلاصة الأمر، تركز الشركات الناجحة على دمج الموظفين في ما هو أكثر من إسناد المهام إليهم من خلال منحهم حرية اتخاذ القرارات ضمن العمل، وتحقيق مبدأ الاستقلالية لهم عبر توضيح رؤية وقيم الشركة، ورسم الخطوط العامة للمهمة، ومكافأة المتميزين في العمل بناء على تقييمات العملاء لهم.

نحن نؤمن بأهمية الاستقلالية في العمل وندرجها ضمن قائمة مبادئنا وقيمنا في شركة سهل للمحاماة لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في تبوّء الصدارة في سوق العمل ولنكون الخيار الأمثل لأكبرِ قاعدة ممكنة من جمهورنا المستهدف.