العزيمة

العزيمة قيمة أساسية من قيم العمل تعتمدها الشركات والكيانات الناجحة ليكون أداؤها على أفضل مستوى ممكن، مع تحقيق الأهداف والرؤى التي يتم التخطيط لها حرصًا على ازدهار هذه الشركات واستدامتها في سوق العمل.

هل تندرج قيمة العزيمة ضمن القيم التي تعتمدها شركتك أو مؤسستك؟ إذا كان الأمر كذلك فمن البديهي أن تكون لديك خلفية جيدة حول تطبيق هذه القيمة ونشر ثقافتها بين موظفيك، مزيد من التفاصيل يمكنك متابعتها عبر السطور التالية.


مفهوم العزيمة في العمل

العزيمة في العمل هي قوة تنبع داخل الفرد نتيجة هدف ما يرغب بشدة في تحقيقه ويدرك جيدًا أنه سبيله إلى النجاح والإنجاز، وبدون العزيمة لا يمكن أن يكون هناك طموح أو أهداف يمكن تحقيقها سواء على المستوى الشخصي أو المهني.

هناك خطوتان أساسيتان يمكنك أن تفعلهما لكي تحقق ما تريد، أولهما أن تتخيل نتيجة تحقيق أهدافك فهو بمثابة حافز يساعدك على تحقيق طموحك، وثانيهما أن تبذل أقصى جهدك ووقتك وتفكيرك كي تحقق ما ترنو إليه، وتذكر أن العلاقة بين النجاح والإرادة علاقة طردية، فكلما كانت العزيمة والإرادة قوية كلما كنت أقرب لتحقيق النجاح والوصول إلى هدفك.


لماذا تعتبر العزيمة مهمة في مكان العمل؟

هناك عدة أسباب تجعل قيمة العزيمة سمةً أساسيةً في كل من الموظفين وأصحاب العمل على حد سواء، حيث تساهم في مثابرة الموظفين على أعمالهم حتى في أصعب الأوقات وتتيح لأصحاب العمل دفع موظفيهم إلى الأمام، وفيما يلي أهم فوائد قيمة العزيمة في العمل:

  • العزيمة تبث الأمل في نفوس العاملين حتى في الأوقات العصيبة مثل أن يكون هناك موعد نهائي ضيق ينبغي تسليم العمل فيه، أو في مواسم الذروة، أو في أوقات تعثر الشركة، فالعزيمة والتصميم على النجاح يدفع إلى مواصلة العمل حتى النهاية.
  • العزيمة تحفز الإبداع، خاصةً في حال واجهت التحديات أو نفدت الحلول وشعرت بالإحباط هنا يكون للعزيمة دور في التحفيز على الإبداع والتشجيع على التوصل إلى حلول للمشاكل المعقدة.
  • تدفعك العزيمة إلى تحقيق أكثر من أهدافك، فعندما ترغب في تحقيق شيء ما تكون على استعداد لبذل جهد إضافي لتحقيقه، وفي عالم الأعمال يعد هذا التفاني في بذل المزيد من الجهد والتميز أمرًا ضروريًّا للنجاح، وتذكر أن الشركات المستدامة هي التي يقودها مؤسسونَ يصممون على الاستمرار في العمل حتى يكونوا قادرين على المنافسة.
  • تساعدك العزيمة على تحفيز جميع الموظفين الآخرين في مكان عملك، فمن المحتمل أن يكون هناك أشخاص متفائلون ومتشائمون أو محبطون خاصةً عندما تكون الأوضاع صعبة في مكان العمل، وعزيمة المتفائلين هي التي تحفز الأفراد على العمل بجدية حتى النهاية.

حينما تكون ضمن أصحاب العمل ذوي العزيمة، وتصمم على المثابرة في العمل رغم الصعاب والتحديات، فإنك حين تشارك ثقافتك هذه بنشاط وتريد الأفضل لنفسك وفريقك وشركتك، فهذا يمنح الفريق بأكمله دافعًا قويًّا للمضي قدمًا والقيام بعمل أفضل، وهذا يعني إيجاد طرق مبتكرة لتحقيق أهداف مبيعاتك.


الصفات الثلاث الواجب توفرها في ذوي العزيمة

في رأي "بول جراهام" أن العزيمة من أفضل مؤشرات النجاح للشركات وأن ذوي العزيمة هم من يتصفون بثلاث سمات: الانضباط والطموح والإصرار.

يتطلب الانضباط وضع خطة جيدة ثم تنفيذها دون تكاسل أو تشكيك في قدرتك على التنفيذ، أما الطموح فهو أسهل من الانضباط فهو قمة ما ترغب في تحقيقه، وما يساعدك على التحقيق هو الإصرار الذي يُقصد به الرغبة في فعل شيء دون النظر إلى العواقب، فهي رغبة لا يُمكن إيقافها على أي حال.

هناك صفات أخرى مطلوبة أيضًا في هذا الصدد منها على سبيل المثال: عدم التذمر أو الشكوى، والإيمان بأن مستقبلك أنت من تصنعه.


وسائل بناء وتحقيق العزيمة والإرادة

تعني العزيمة قوة بقاءك على نفس الطريق حتى نهايته، فإذا لم تكن تتمتع بالدافع وقوة العزيمة والإرادة بشكل طبيعي فلا تيأس، يمكنك اعتماد الاستراتيجيات التالية التي تساعدك على أن تكون قوي العزيمة في مجال عملك:

  • تحديد الأهداف بدقة شرط أن تكون قابلة للتحقيق والقياس مع الإصرار على تحقيق هذه الأهداف مهما واجهك من صعوبات أو تحديات، يمكن تقسيم الأهداف إلى أجزاء أصغر ليسهل عليك متابعتها وتحقيقها ولتشعرَ بالإنجاز الذي يدفعك إلى المزيد، ولا تنس تحفيز نفسك بعد كل خطوة تخطوها في طريق النجاح.
  • مصاحبة الناجحين من ذوي العزيمة والإرادة فهذا يجعلك تتأسى بهم، والابتعاد عن ذوي النفوس المحبطة والمهزومة حتى لا ينتقل شعورهم إليك.
  • الابتعاد عن التسويف وإنجاز المهام في وقتها المحددة، فهذا يشعرك بالكثير من الطاقة والقوة.
  • تعلم أن تتفاءل دائمًا وأن تنظر إلى الجانب الأفضل للأحداث والمواقف وتتوقع أفضل النتائج، فهذا ينعكس بشكل إيجابي على حالتك النفسية والبدنية ويدفعك إلى المزيد من العمل.
  • في حال شعورك بالملل حاول الاسترخاء والتفكير في أنك تحقق هدفك وتخيل هذا الشعور وكأنه حقيقة فهذا يزيد من إرادتك وعزيمتك.
  • يمكنك أن تزيد من عزيمتك أيضًا من خلال طلب الدعم والمساعدة وسؤال أهل الخبرة فيما تجهله، مع محاولة تطوير نفسك بالقراءة والاشتراك في الدورات والندوات ذات الصلة بمجال عملك.
  • الرضا بالذات من الأمور الهامة التي تساعد على تشكيل الإرادة والعزيمة.


تطبيق قيمة العزيمة والإرادة في الشركات

تعرّف الإرادة بأنها "القدرة على التحكم في أفعال الفرد أو دوافعه أو عواطفه" فكيف يتم تطبيق ذلك في سياق الأعمال التجارية؟ ينبغي أن تكون كصاحب عمل قادرًا على الإجابة على مثل هذا السؤال.

من البديهي أن يتحكم الشخص في تصرفاته ودوافعه فإذا كانت خارج نطاق السيطرة فقد تحدث أشياء غير مرغوب فيها للشركة، من قبيل الخسائر المادية أو فشل في تقديم المنتجات أو الخدمات أو تعطيل للعمل وما إلى ذلك.

لذا يتطلب الأمر تحديد نية ثابتة لتحقيق الأهداف المرجوة، أي أننا نضع هدفًا لأعمالنا ونتقدم إلى الأمام بنية تحقيق هذا الهدف وقوة إرادتنا هي التي تحدد ما إذا كنا سنحقق هذه الأهداف التي نسعى إليها أم لا.

عند امتلاكك شركة وإرادتها، فإنك عادة ما تضع أهدافًا للعمل، وفي كثير من الأحيان ربما تحيد عن هذه الأهداف من خلال التوظيف غير الجيد أو الفشل في تطبيق ممارسات السلامة أو متابعة توقعات المبيعات وكل ذلك له أثره السلبي على أعمالك.

لذا ينبغي عليك كصاحب عمل أن تطبق مفهوم الإرادة والعزيمة في العمل ومن خلال ضبطهما تستطيع أن تحكم على عملك بالنجاح أو الفشل، فالعزيمةُ في تحقيق الأهداف والحفاظ على مستواها في الشركة هما من الأدوات الضرورية المستخدمة لبناء أعمال قوية ومتناميَة.


خلاصة الأمر، ينبغي أن تجعل قيمة العزيمة والمثابرة وقودًا لتحقيق أهدافك النهائية وضمان تقدمك نحو الأمام، ليس من المهم أن تكون خطواتك صغيرة ولكن المهم أن لا تتوقف أبدًا حتى تصل إلى هدفك.

ولا يهم ما إذا كنت صاحب عمل أو موظفًا أو حتى متدربًا بدأ العمل لتوه، يمكن لأي شخص أن يكون قوي العزيمة والإرادة ليحقق أهدافه، بل يمكنه أيضًا نشر ثقافة هذه القيمة بين المحيطين به، وسيشعر الجميع وقتها أنهم قادرون على العمل الجاد حتى تحقيق أهدافهم.