12 min read
02 Jul
02Jul

تهدف اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التمويل إلى حماية استقرار النظام المالي والحد من المخاطر، حيث تضع الجهات الرقابية مثل البنوك المركزية أو هيئة سوق المال إطارًا شاملًا يضمن الامتثال للقوانين واللوائح.

يتضمن هذا الإطار ترخيص الشركات ووضع معايير للملاءة المالية وكفاية رأس المال ومتطلبات الحوكمة الرشيدة لضمان الشفافية والمساءلة، كما يشمل النظام الإشراف المستمر على الأداء المالي والتشغيلي ووضع آليات لإدارة المخاطر مثل مخاطر الائتمان والسيولة.

والهدف النهائي من ذلك هو بناء قطاع تمويلي قوي وموثوق، قادر على دعم النمو الاقتصادي مع حماية المستهلكين والمستثمرين من أي ممارسات غير سليمة.

يمكنك متابعة قراءة المقال للحصول على المزيد من التفاصيل حول نظام مراقبة شركات التمويل ولائحته التنفيذية وأهمية التعاون مع محامين متخصصين في تقديم الخدمات القانونية المتعلقة بالقضايا المصرفية والتمويلية. 

أهمية نظام مراقبة شركات التمويل 

يعد نظام التمويل الجديد بمثابة العمود الفقري لأي اقتصاد حديث يسعى إلى تحقيق الاستقرار والنمو المستدام، وضمان سلامة القطاع المالي بأكمله، وتتجلى أهمية هذا النظام في أربع محاور رئيسية هي:

  1. استقرار النظام المالي

تضمن اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التمويل استقرار النظام المالي كهدف أساسي، ذلك لأن تعثر شركات التمويل، رغم أنها لا تستقبل ودائع، قد يسبب مخاطر العدوى المالية وفقدان الثقة ونقص السيولة، الأمر الذي يؤثر سلبًا على الاقتصاد.

ويتصدى النظام لذلك عبر وضع معايير للملاءة المالية، وفرض متطلبات لإدارة المخاطر، والإشراف المستمر بتقارير وتفتيش، لضمان قدرة الشركات على امتصاص الصدمات ومنع تفاقم الأزمات.

  1. حماية المستهلكين

حماية المستهلكين من الممارسات غير القانونية أو الاحتيالية هي أولوية رئيسية لنظام مراقبة شركات التمويل، وذلك من خلال ضمان وضوح وشفافية الشروط في العقود وتوفير آليات لتقديم الشكاوى واسترداد الحقوق، ووضع معايير صارمة للأمن السيبراني وحماية البيانات ضد المخاطر التشغيلية، وبالتالي بناء الثقة بين المستهلك وشركات التمويل، والتشجيع على استخدام الخدمات المالية ودعم الشمول المالي.

  1. تعزيز المنافسة العادلة والابتكار

لا يقتصر دور نظام المراقبة على الرقابة فقط، بل يسعى لخلق بيئة تنافسية عادلة بين شركات التمويل من خلال تطبيق القواعد على الجميع لمنع المزايا غير العادلة أو الممارسات الاحتكارية.

كما يشجع النظام على الابتكار المسؤول في الخدمات والمنتجات الجديدة، مع الحفاظ على الأمان، وبفضل الشفافية في الإفصاح، يمكن للمستهلكين مقارنة العروض بإنصاف، هذا كله يدفع الشركات لتحسين خدماتها وخفض التكاليف، مما يعود بالنفع على المستهلكين والاقتصاد ككل.

  1. معلومات موثوقة للمستثمرين

يُلزم النظام شركات التمويل بالإفصاح الشامل والدقيق عن أدائها المالي وهيكل رأس المال، مع ضمان الشفافية في التقارير، الأمر الذي يعزز ثقة المستثمرين ويشجعهم على الاستثمار، مما يوفر لشركات التمويل رأس المال اللازم للنمو، وبالتالي، يمكن للمستثمرين تقليل المخاطر واتخاذ قرارات أفضل، والمساهمة في دعم الاقتصاد. 

المحاور الرئيسية لـ اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التمويل

تتكون اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التمويل من 21 باب و100 مادة تختص بالبنود التالية:

  1. التعريفات والأحكام العامة.
  2. ترخيص شركات التمويل.
  3. كفاية رأس المال والسيولة.
  4. الملكية والأصول.
  5. حوكمة الشركات.
  6. التنظيم الداخلي.
  7. إسناد المهام لمقدمي الخدمات الخارجيين.
  8. إدارة المخاطر.
  9. الالتزام.
  10.  المراجعة الداخلية.
  11. سياسات التمويل وإجراءاته.
  12. فتح الحسابات وقبول الودائع.
  13.  تداول الأوراق المالية.
  14. إعادة التمويل.
  15. التغييرات الهيكلية.
  16. الحسابات.
  17. مراجعة الحسابات والفحص.
  18. حماية حقوق المستهلك في خدمات التمويل.
  19. النشاطات المساندة لنشاط التمويل.
  20. إجراءات الضبط والتحقيق والادعاء العام.
  21. الأحكام الختامية.

جانب من إجراءات نظام مراقبة شركات التمويل ولائحته التنفيذية

تتضمن اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التمويل مجموعة من الإجراءات التي تتبعها الجهات الرقابية، وهي بمثابة أدوات أساسية لفرض الانضباط وضمان الشفافية والتصدي لأي ممارسات قد تهدد سلامة القطاع المالي، ومن ذلك: 

  1. الحصول على ترخيص رسمي من الجهة الرقابية المختصة

وهي خطوة أساسية لأي جهة ترغب في ممارسة أنشطة التمويل، وذلك بهدف التأكد من أن الكيانات التي تعمل في هذا القطاع تتمتع بالملاءة المالية الكافية، والجاهزية التشغيلية والخبرة والكفاءة الإدارية والالتزام بمعايير الحوكمة، مع وجود خطة عمل واضحة للمنتجات والخدمات التي ستقدمها الشركة والخطط الاستراتيجية لتحقيق أهدافها.

  1.  المراجعة الداخلية

تنص مواد اللائحة في بابها العاشر على إجراءات المراجعة الداخلية في شركات التمويل، والتي يجب أن تكون إدارة مستقلة، تتبع مباشرة لجنة المراجعة، ولا تكلَّف بمهام أخرى. تضع الإدارة خطة مراجعة شاملة ومعتمدة سنويًّا، تغطي جميع النشاطات الرئيسية بما في ذلك إدارة المخاطر والالتزام. 

كما تُعد المراجعة الداخلية تقارير ربع سنوية للجنة المراجعة تتضمن نطاق المراجعة، النتائج، التوصيات، والإجراءات المتخذة حيال الملاحظات السابقة، كما تُقدم تقريرًا سنويًّا عامًّا يقارن الإنجازات بالخطة ويوضح أسباب أي انحرافات.

  1. إدارة المخاطر

تُحدد اللائحة معايير صارمة للملاءة المالية لشركات التمويل، بما في ذلك نسبة كفاية رأس المال، ومتطلبات الاحتياطيات، ومعايير تصنيف الأصول، كما تفرض على الشركات تطوير أطر قوية لإدارة المخاطر، تشمل مخاطر الائتمان، ومخاطر السوق، ومخاطر التشغيل، ومخاطر السيولة، الأمر الذي يساهم في حماية الشركات من التعثر المالي ويعزز قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية. 

نبذة حول تحديث اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التمويل

أعلن البنك المركزي السعودي عن خطوة مهمة لتعزيز قطاع التمويل، تتمثل في طرح مشروع تحديث اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التمويل بهدف دعم استقرار ونمو القطاع من خلال زيادة إمكانية شركات التمويل لتقديم المزيد من التمويل، وبالتالي تعزيز مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.

وتتمثل أبرز نقاط مشروع التحديث في:

  1. التنظيم الشامل لمتطلبات ممارسة كافة الأنشطة التمويلية ضمن اللائحة، مع استثناء بعض المتطلبات الخاصة بأنشطة محددة.
  2. زيادة مجموع التمويل الذي يمكن للشركات تقديمه لتعزيز السيولة والمساهمة في الناتج المحلي.
  3. مراجعة وتحديث الأحكام الخاصة بالأطراف ذوي العلاقة.
  4. تعديل الأحكام المتعلقة بالاستحواذ على نسب في شركات التمويل والطرح في السوق المالية.
  5. مراجعة الشروط المفروضة على المؤسسين وأعضاء مجالس الإدارة والمديرين.
  6. دعم شركات الترخيص الجديدة بتخفيض الضمان البنكي المطلوب.

 ويهدف البنك المركزي من خلال هذا التحديث إلى تطوير بيئة تنظيمية مرنة وداعمة، تمكّن قطاع التمويل من الازدهار والمساهمة بفاعلية أكبر في الاقتصاد الوطني. 

أمثلة على شركات التمويل المعتمدة في السعودية

توجد العديد من شركات التمويل المرخصة في السعودية من قبَل البنك المركزي السعودي، وهي تقدم خدمات تمويلية متنوعة، مثل: التمويل الشخصي، وتمويل السيارات، وتمويل العقار، وتمويل الشركات، وغيرها، ومن بين هذه الشركات: 

  1. شركة النايفات للتمويل.
  2. شركة اليسر للإجارة والتمويل.
  3. شركة آجل للخدمات التمويلية.
  4. تمويل الأولى.
  5. أريب.
  6. شركة الأمثل للتمويل.
  7. الشركة السعودية للتمويل.
  8. شركة الرائدة.
  9. شركة عبد اللطيف جميل المتحدة لتمويل العقار.
  10. الشركة الوطنية للتمويل.

دور مكاتب المحاماة في تطبيق اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التمويل

لا غنى لشركات التمويل عن التعاون مع مكاتب المحاماة المعتمدة للحصول على الخدمات القانونية المتخصصة وضمان الامتثال وتقليل المخاطر، فضلًا عن دورها الهام الذي يشمل جوانب متعددة لضمان عمل الشركات ضمن الإطار التنظيمي السليم.

يمكنك الآن التواصل وحجز موعد للحصول على مجموعة متميزة من الخدمات القانونية ذات الصلة، بما في ذلك: 

  1. الاستشارات القانونية التي تسهل عليك فهم التزامات الشركة وتجنب المخالفات قبل وقوعها.
  2. تمثيل شركتك في حال نشوب أي نزاع أو خلاف مع الجهات الرقابية، سواء كان ذلك يتعلق بتفسير لائحة، أو رد على استفسار رقابي، أو الدفاع في قضايا عدم الامتثال.
  3. التحقق من الامتثال بشكل استباقي عبر إجراء مراجعات داخلية لأنظمة وإجراءات الشركة، وتحديد أي فجوات في الامتثال لنظام المراقبة واقتراح الحلول التصحيحية قبل أن تكتشفها الجهات الرقابية. 
  4. المساعدة في التقديم للحصول على التراخيص وتقديم التقارير الدورية والمستندات الأخرى للجهات الرقابية، مع إعداد ومراجعة هذه المستندات لضمان دقتها واكتمالها.

 بهذه الخدمات وغيرها، نعمل في مكتب سهل للمحاماة كدرع وقائي ومرشد قانوني لشركات التمويل، مما يمكّنها من التركيز على أعمالها الأساسية مع ضمان التزامها التام بمتطلبات النظام الرقابي.


Comments
* The email will not be published on the website.