لماذا تحتاج إلى قانون تسوية النزاعات في المملكة العربية السعودية؟ تشكل بيئة الأعمال والعلاقات المدنية في أي دولة نسيجًا من المصالح المتشابكة، الأمر الذي يجعلها بيئةً محتملة لنشوب النزاعات.
لذا، أصبحت الحاجة إلى اعتماد طرق تسوية المنازعات القانونية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، ولم تعد المحاكم التقليدية هي المسار الوحيد لحسم الخلافات، بل تطور المشهد القانوني ليقدم خيارات متنوعة تناسب طبيعة النزاع ومدى تعقيده، وتساهم في تخفيف العبء على القضاء مع تحقيق العدالة بكفاءة وفعالية.
تهدف هذه المقالة إلى استعراض هذه الأنظمة الحديثة بما في ذلك: الوساطة في تسوية المنازعات، وتسوية المنازعات الضريبية وكيفية تفاعلها مع الأنظمة التقليدية، لتشكيل منظومة متكاملة تخدم استقرار مناخ الأعمال وتحقيق العدالة في المملكة.
يسعى قانون تسوية النزاعات في المملكة العربية السعودية إلى حل الخلافات بين الأطراف المتنازعة -سواء أكانت أفرادًا أو مؤسسات- بطرق بديلة عن التقاضي التقليدي أمام المحاكم العامة، أو كمرحلة تكميلية له.
صدر هذا القانون بموجب المرسوم الملكي رقم (م/79) وتاريخ 1443/09/07 هـ الموافق 10 أبريل 2022م، ويهدف إلى:
يسري قانون تسوية المنازعات على نطاق واسع، لكنه يستثني حالات محددة:
نص قانون تسوية النزاعات على مجموعة من الوسائل الفعالة، أبرزها:
تتمثل أهم طرق تسوية المنازعات التجارية فيما يلي:
التقاضي: اللجوء إلى المحاكم المختصة حيث يصدر القاضي حكمًا قانونيًّا ملزمًا، ويتم اللجوء إليه عندما تفشل الطرق الأخرى.
وفيما يلي توضيح لهذه الطرق:
وسيلة قانونية بديلة للتقاضي تمكّن الأطراف من حل نزاعاتهم بشكل سريع ومرن عبر محكمين متخصصين يختارونهم بموجب اتفاق مسبق، ويتميز بقراراته الملزمة والقابلة للتنفيذ، والتي تدعمها المحاكم السعودية، مما يجعله مثاليًا للنزاعات التجارية والفنية المعقدة التي تتطلب خبرة وحيادية.
آلية ودية لحل النزاعات تعتمد على وسيط محايد لتسهيل الحوار بين الأطراف والوصول إلى حلول مقبولة لهم بشكل طوعي، تتميز بمرونتها وسرعتها وتكلفتها المنخفضة مقارنة بالتقاضي، كما تحافظ على العلاقات بين الأطراف، وتلعب الجهات الرسمية في السعودية دورًا داعمًا لهذه الآلية، خاصةً في النزاعات الأسرية والتجارية.
وسيلة قانونية ودية لإنهاء النزاعات بناءً على تراضي الأطراف، ويمكن اللجوء إليها قبل أو أثناء التقاضي، ويتميز -بعد توثيقه- بأنه ملزم قانونيًّا وقابل للتنفيذ كحكم قضائي، مما يضمن إنهاء الخلافات بشكل مرن يحافظ على العلاقات ويقلل من فرص تطور النزاعات مستقبلًا، وتحظى هذه الطريقة بدعم رسمي في المملكة من خلال مكاتب المصالحة المعتمدة، خاصة في المجالات التجارية والعمّالية.
وهي طريقة استباقية لتسوية النزاعات العمالية والتجارية بشكل ودي قبل التصعيد القضائي، تعتمد على التفاوض المباشر أو عبر مكاتب متخصصة (كمكاتب التسوية العمالية) لتحقيق حلول مرنة تحافظ على الحقوق والعلاقات، وتتميز باتفاقاتها الملزمة بعد توثيقها رسميًّا، مما يضمن استقرار الأطراف ويجنبهم التكاليف والمخاطر القانونية.
وهي ضمن الطرق الأساسية والأكثر مرونة لـ تسوية النزاعات، حيث يعتمد الطرفان على الحوار المباشر والتفاهم المشترك للوصول إلى حل توافقي دون تدخل خارجي، تتميز هذه الطريقة بالسرعة والبساطة والسرية، مما يمكن الأطراف من التحكم الكامل في صياغة الحلول التي تتناسب مع مصالحهم وتحافظ على استمرارية علاقاتهم التجارية أو الشخصية، ويعتمد نجاحها بشكل أساسي على مبادئ النزاهة والشفافية بين الأطراف، مما يجعلها الخيار الأمثل لتسوية الخلافات بشكل ودّي وفعّال.
يكمن الفرق بين التحكيم والوساطة التجارية في دور الجهة الثالثة وطبيعة القرار، حيث يقوم المحكم أو هيئة التحكيم بدور القاضي، ويستمع إلى الطرفين ويفصل في النزاع بإصدار حكم ملزم للطرفين.
أما الوساطة التجارية، يقوم الوسيط فيها بمساعدة الطرفين على التواصل والتفاوض للوصول إلى اتفاق بأنفسهم، ولا يملك الوسيط سلطة إصدار قرار ملزم.
كما ذكرنا سابقًا، تعد الوساطة ضمن الطرق الفعالة لتسوية النزاعات خارج المحاكم، ولكنها تخضع لمجموعة شروط قانونية لضمان سيرها بشكل عادل، وتتضمن:
تسوية المنازعات الضريبية في المملكة العربية السعودية هي آلية قانونية هامة تتيح للمكلفين تصحيح أوضاعهم الضريبية وتجنب الإجراءات القضائية الطويلة.
وتمثل مبادرة الإعفاء من الغرامات 2025 التي أطلقتها هيئة الزكاة والضريبة والجمارك أبرز أدوات هذه التسوية، حيث تمنح المكلفين فرصة للإعفاء من الغرامات المترتبة على المخالفات الضريبية مثل التأخر في التسجيل أو السداد أو تقديم الإقرارات.
يشترط للاستفادة من هذه المبادرة تقديم جميع الإقرارات المستحقة، والإفصاح الصحيح عن الالتزامات الضريبية، وسداد أصل المبلغ المستحق أو الالتزام بخطة تقسيط معتمدة، وذلك بهدف تحقيق التوازن بين تحصيل حقوق الدولة والحفاظ على استمرارية نشاط المكلفين.
من البديهي البحث عن محامي معتمد في المملكة العربية السعودية في حال نشوب أي نوع من أنواع النزاعات التجارية، لضمان تسويتها بشكل فعال وعادل مع ضمان الحفاظ على العلاقات التجارية بين الأطراف.
يمتلك مكتب سهل للمحاماة رصيدًا معرفيًّا أكاديميًّا، وخبرة عملية متراكمة في ساحات القضاء والتحكيم، تكفي لتقديم حلول قانونية استباقية وذكية، تتسم بالدقة والمرونة في التعامل مع مستجدات النزاعات التجارية والعقارية، مستهدفًا تحقيق أفضل النتائج بما يتوافق مع بيئة الأعمال في المملكة العربية السعودية.
يضم المكتب كوادر قانونية، تجمع بين المهارات القضائية العميقة والفهم الاستراتيجي لقطاعات الأعمال، مما يمكنهم من إدارة الملفات المعقدة ببراعة.
كما يقدم منظومة خدمات استشارية وقائية تشمل الصياغة الدقيقة للعقود، والمراجعة الشاملة للالتزامات النظامية، وتسوية النزاعات عبر آليات التحكيم والوساطة، إلى جانب التمثيل القانوني الكامل أمام الجهات القضائية وهيئات التحكيم.