7 قراءة دقيقة
16 Feb
16Feb

أصبحت الحاجة اليوم إلى التعامل مع خبير في تحصيل الديون أكثر ضرورةً من أي وقت مضى، خاصةً مع لجوء الكثير من المدينين إلى أساليب وحيل ملتوية ينكرون بها ديونهم أو يماطلون في تسديدها، الأمر الذي يعرض الدائنين للخسائر المادية والمعنوية ووقف حالهم بسبب عدم توفر السيولة الكافية لديهم.

وقد تكون الديون ذات صلة بالجهات الحكومية أو الشركات أو البنوك أو الأفراد، وأيًّا كانت الجهة الدائنة، فإنها تضطر في كثير من الأحوال إلى اللجوء إلى متخصصين يمتلكون مهارات تحصيل الديون ويضعون الخطط المناسبة لمتابعة وتنفيذ ذلك، وفي السطور التالية نقدم كافة التفاصيل ذات الصلة بعملية التحصيل وكيفيتها وأهم المهارات التي ينبغي أن يتمتع بها المحصل وما إلى ذلك.

تاريخ تحصيل الديون

 ظهرت عملية تحصيل الديون مع ظهور "الدين" وقبل ظهور المال نفسه، حيث ظهر في وقت كان يتم التعامل فيه بنظام المقايضة، ومع تطور التعاملات المالية زادت الديون وأصبحت أمرًا واقعًا لدى الشركات والأفراد وتنوعت ما بين ديون قابلة للاسترداد وأخرى متعثرة.

تؤثر زيادة الديون وتراكمها على الشركات خاصةً ذات الحجم المتوسط أو الصغير، وقد تتعرض نتيجة لذلك إلى الإفلاس أو التصفية أو عدم قدرة صاحب الشركة على الاستمرار في مشروعه أو تطويره، فأصحاب الشركات يحتاجون بشكل دائم إلى توفر السيولة حتى لا يتعرضون لانكماش مشاريعهم.

إن المماطلة في الديون تسبب الكثير من المشكلات للأفراد والشركات والمؤسسات على حد سواء، وتحتاج في كثير من الأحوال توظيف خبراء ومتخصصين لتحصيلها، وهكذا فإن من أهم وظائف شركات تحصيل الديون حماية الشركات من الإفلاس والتصفيات من خلال متابعة المدينين ومساعدتهم في الوفاء بديونهم.

إن تحصيل الديون على اختلاف أنواعها يتطلب خبرات كافية في هذا المجال، والقدرة على دراسة حالة المدين وإجراء التفاوض معه، ووضع الخطط المناسبة للمتابعة حتى تسديد الدين في أسرع وقت ممكن.

وتكمن المشكلة في نوعية الديون المتعثرة أو المعدومة، حيث يصعب الحصول عليها بشكل فردي، ولا بد من التعاون مع مكاتب محاماة متخصصة تضمن لك استرداد أموالك دفعة واحدة أو على دفعات محددة في مواعيد محددة.

بعض المصطلحات المتعلقة بعملية تحصيل الديون

 هناك بعض المصطلحات الشائعة ذات الصلة بـ تحصيل الديون، ينبغي على كل من الدائن والمدين معرفتها ومن بينها:

الدين

 وهو مبلغ من المال تدين به جهة أو شخص ما يسمى المدين إلى جهة أو شخص آخر يسمى الدائن، على أن يخضع هذا الدين بشروط تعاقدية تتضمن مقدار المبلغ وتوقيت السداد، وقد تكون الجهة الدائنة فردا أو شركة أو جهة حكومية أو بنك. إلخ.


الدائن

وهو الشخص أو الجهة التي تقوم بإقراض مبالغ مالية على أن يتم تسديدها في موعد محدد وآلية معينة، وفقًا لما تم الاتفاق عليه بين الدائن والمدين.


المدين

 هو الشخص أو الجهة التي يكون في ذمتها المالية حق لم يتم تسديده، ويطلق على المدين أيضًا صاحب الدين أو المقترض أو المستلف، كما يُطلق على الدين قصير الأجل "سلفة" والدين طويل الأجل "سند".


محصل الديون

هو الوسيط الذي يقوم بتحصيل الدين من المدين وتقديمه إلى الدائن.


التخلف عن السداد

 وهو عدم الالتزام بتسديد الدين في موعده المستحق سواء بسبب عجز المدين عن التسديد أو التأجيل أو المماطلة في السداد، وأيًّا كان السبب فإن التخلف عن السداد يؤثر على الجدارة الائتمانية للمدين ويجعل فرص حصوله على الائتمان أقل في المستقبل.


تحصيل الديون

 هي عملية ملاحقة المدفوعات المترتبة على المدينين سواء كانوا أفراد أو شركات، تقوم بها مؤسسات متخصصة في ذلك تسمى "وكالة جمع الديون" مقابل نسبة من المبلغ الكلي الذي يتم تحصيله.


توحيد الدين

 هو العملية التي تتم بهدف حصول الفرد على قرض جديد لسداد كافة ديونه والتزاماته الأخرى، حيث يتم توحيد جميع الديون في دين واحد يتم تسديده بشروط سداد أكثر مرونة.


الإعفاء من الديون

 وهو إجراء يتم من خلاله إلغاء الدين أو جزء منه عن الشركات المتعسرة بهدف مساعدتها على جدولة ديونها واستمرارها في أعمالها.


وكالة تحصيل الديون

 وهي الشركة التي يتم التعاقد معها من قبل الدائنين بهدف استرداد أموالهم بعد تجاوزها موعد الاستحقاق ومماطلة المدينين في الدفع، وهناك الكثير من الشركات الكبيرة التي يكون لديم قسم خاص بعملية التحصيل أو ربما تتعاقد مع شركات متخصصة في التحصيل.


شركة الائتمان

وتتمثل وظيفتها في جمع وتصنيف المعلومات ذات الصلة بالتاريخ الائتماني لكل من الشركات التجارية والأفراد، الأمر الذي يسهل عملية الحصول على التمويل في حال توافر جيد للائتمان.


الكمبيالة المستحقة

 وهي الوسيلة أو الاتفاقية التي يتم استخدامها في توثيق الدين والإقرار به، وتكون واجبة الوفاء بمجرد تقديمها، وهي تتضمن أمرًا صادرًا من شخص "الساحب" إلى شخص آخر "المسحوب" والذي يتعين عليه دفع أجر لشخصٍ ثالث "المستفيد".


التسوية الودية والتسوية القضائية للديون

التسوية الودية هي إبرام عقد بين المدين والدائن يتضمن تنازلًا عن جزء من الديون أو منح أجل للوفاء بالدين أو بكلا الأمرين معًا، أما التسوية القضائية فهي تلك الإجراءات التي تساهم في وضع نهاية للنزاع الحاصل بين المدين والدائن من خلال إصدار حكم قضائي.


الفرق بين الدائن والمدين

 عرفنا سابقًا كلا من الدائن والمدين، وبقي أن نذكر أن كلا منهما قد يكونوا أفرادًا أو شركات، وأنه يجوز للدائن أن يرفع دعوى ضد المدين لمطالبته بالدين وذلك في حال عدم قدرة المدين على تسديده، وإذا كان الدائن "بنكًا" ففي هذه الحالة يجوز له استرداد قيمة الدين بما يعادلها من الضمانات مثل العقارات أو السيارات أو ما شابه.

ماذا عن شركات تحصيل الديون؟

هي شركات مالية مرخصة قانونيًّا تتمثل مهامها في شراء مختلف أنواع الديون وتحصيلها سواء كانت مستحقة من الأفراد أو الشركات مقابل مبلغ مالي مناسب، وتحقق هذه الشركات هدف الدائنين المتمثل في تحصيل ديونه في أسرع وقت وبأقل تكلفة ممكنة وكذلك تساعد المدينين على إيجاد الحلول التي تساعدهم على تسديد ديونهم بشكل قانوني سليم، ويعمل في هذه الشركات "محصل الديون" وهو الشخص المؤهل لهذه المهمة، ويمتلك الكثير من الصفات والمهارات التي تساعده على النجاح فيها.

يعمل في شركات تحصيل الديون أيضًا مسؤول التحصيل وهو الشخص الذي يقوم بعملية التواصل مع العملاء وجمع المدفوعات المستحقة في الوقت المناسب والحفاظ على العلاقات مع العملاء والتعامل معهم بمهنية واحترافية عالية.

ومن مهام مسئول التحصيل كذلك تخزين وتنظيم كافة السجلات والوثائق بشكل يسهل عملية الوصول إليها عند الحاجة، فضلًا عن إعداد التقارير الدورية ذات الصلة بعمليات التحصيل.

لماذا تحتاج بعض الشركات في كثير من الأحيان إلى متخصص في مجال تحصيل الديون؟

الكثير من الشركات وأصحاب الأعمال ممن يقدمون السلع والمنتجات على اختلاف أنواعها قد يتفقون مع عملائهم على بيع هذه المنتجات بالآجل في حال عدم توفر السيولة الكافية لدى العملاء، وقد تحدث النزاعات بسبب ذلك عندما يتعذر العملاء عن سداد ما عليهم من مستحقات مالية سواء بسبب ظرف خارج عن إرادتهم أو مماطلتهم في السداد، الأمر الذي يؤثر بطبيعة الحال على استمرارية العمل في هذه الشركات وربما تعرضها للخسارة جراء ذلك.

هنا يكون الخيار الوحيد أمام هذه الشركات هو توظيف محصل ديون أو محامي متخصص ذو خبرة عالية في هذا المجال ولديه ما يؤهله للقيام بمهامه في عملية تحصيل الديون المتعثرة.

أنواع تحصيل الديون

هناك أنواع لتحصيل الديون يمكن توضيحها على النحو التالي:


  1. تحصيل ديون المصارف والبنوك على اختلاف أنواعها مثل: القروض والأسهم والأوراق المالية ونحو ذلك سواء كان المدينون أفرادا أو شركات.
  2. تحصيل ديون الشركات والمؤسسات سواء كانت ديون متعثرة أو معدومة أو مستجدة.
  3. تحصيل ديون الأفراد ومتابعتها على المستوى الميداني أو القضائي.

أما بالنسبة لأنواع الديون نفسها، فتنقسم وفقا للأنواع التالية

  1. الديون المضمونة، وهي التي ترتبط بضمانات قانونية يضمن الحصول عليها.
  2. الديون غير المضمونة، وهي غير المرتبطة بضمانات قانونية، مما يجعلها صعبة التحصيل.

هناك أيضا الديون الجيدة والمعدومة والمشكوك في تحصيلها، وفيما يلي تفصيل كل منها:

الديون المعدومة

 هي الديون التي لا يمكن تحصيلها سواء بسبب إشهار إفلاس المدين أو وفاته وعدم كفاية تركته لتسديد ديونه أو عدم التوصل إلى عنوانه.


الديون الجيدة

 وهي الديون التي تكون نسبة تحصيلها مؤكدة أو مرتفعة.


الديون المشكوك في تحصيلها

 وهي الديون التي يحتمل عدم تسديدها كليًّا في المستقبل وتُعرف من خلال عدم تسديدها في مواعيدها.


وبصفة عامة، فإن عمر الدين وتوفر المستندات التي تؤيده لها دور كبير في عملية تحصيله، فكلما كان الدين قديمًا أو كانت المستندات المثبتة له ضعيفة كلما كانت نسبة تحصيله ضئيلة وتحتاج إلى جهود مضاعفة.


أهم مهارات تحصيل الديون التي ينبغي أن يتمتع بها المحصل

إذا كانت لديك أموال عند المدينين لا تستطيع أن تحصل عليها لأي سبب كان، فإن الخطوة التالية والصحيحة هي التعامل مع محصل ديون موثوق فيه، ذو خبرة عالية ويمتلك الكثير من المهارات على النحو التالي:

  1. التفاوض.
  2. استخدام تقنيات الاتصال الشفهي والكتابي والاستماع الفعال.
  3. القدرة على إدارة الحوار مع المدين وتوجيه الأسئلة المناسبة، والاستماع الجيد له للحصول على أكبر قدر من المعلومات المفيدة في اختيار الطريقة المناسبة في إدارة التحصيل والمتابعة.
  4. التخطيط ووضع جدول زمني مناسب للمتابعة والتنفيذ.
  5. تنظيم ومتابعة حسابات الديون المستحقة للعملاء.
  6. خبرة عالية في الإجراءات القانونية التي يتعين اتباعها في مثل هذه الحالات.
  7. حل المشكلات وتحليل المواقف ومراجعة الإجراءات الممكنة وتحديد الخيار الأفضل منها.
  8. المهارة في عرض الخيارات والبدائل المتاحة في حال التأكد من أن المدين يعجز حقيقة عن سداد الدين، على أن لا يكون ذلك على حساب الدائن.
  9. التعاطف والقدرة على فهم مشاعر الأشخاص ومواقفهم وبناء الثقة معهم.
  10. القدرة على التعامل مع التكنولوجيا، حيث تساعدك بعض المهارات التقنية مثل إدخال البيانات في تسجيل كافة المعلومات التي تحتاج إليها بدقة.
  11. الحضور القوي والالتزام بالمواعيد.
  12. القدرة على التعامل مع الأسئلة أو الشكاوى.
  13. التحلي بالمرونة والتكيف مع التغيير.
  14. التعامل باحترام وتهذيب ولباقة وحزم وفقًا للموقف الذي تراه مناسبًا مع المدين، وبحيث لا يخسرك كشخص تتوسط بينه وبين دائنه.
  15. توفر الخلفية الكافية حول علوم النفس والسيكولوجية البشرية.
  16. القدرة على الموازنة بين المخاطر والمكاسب.
  17. حل التناقضات في المدفوعات أو الحسابات.
  18. التحليل المالي لقدرةِ المقترض على الوفاء بمديونيّته.
  19. القدرة على العمل تحت ضغط.
  20. القدرة على التعامل مع شخصيات ذات طبائع وثقافات مختلفة.
  21. القدرة على إدارة الوقت.
  22. الاهتمام القوي بالتفاصيل الموجهة نحو الهدف.
  23. تحديد الأولويات.

يتعين على محصل الديون المتميز في مجاله أن تكون له مواقف إيجابية وودية في التعامل مع عملائه المتعثرين ماليًّا، ولديه القدرة على التعامل مع الضغوطات ووضع الخطط المناسبة للدفع وتحديد المواعيد النهائية التي تناسب العميل للحصول على المدفوعات في أقرب وقت ممكن، وهذا يتطلب أن تكون لديه مهارات تنظيمية ممتازة.

طرق إثبات الديون في النظام السعودي

المقصود بالإثبات بصفة عامة هو إقامة الحجة أمام القضاء بأي من الطرق التي تحددها الشريعة الإسلامية أو النظام على حق أو واقعة تترتب عليها آثار قانونية.

ويتمثل الهدف الأساسي من إثبات الديون وتوثيقها هو منع المدين من إنكار دينه أو ادعائه بأن قيمة الدين أقل من الدين المطلوب، وكذلك منع ادعاء الدائن بأن قيمة الدين أكثر من المستحق، أو ادعاء المدين بعدم حلول أجل الوفاء بدينه وبالتالي منع أي نزاع قد يحدث مستقبلًا بشأن الدين، وهو ما أمر الله به عز وجل في كتابه الكريم "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيۡنٍ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى فَٱكۡتُبُوهُۚ".

يمكن إثبات الدين في النظام السعودي بالطرق التالية

  من خلال اتفاقية مكتوبة أو "إيصال" يتضمن مبلغ الدين وشروط الإرجاع وتأكيد استلام الدين من قبل المدين، وفي هذه الحالة يكون الإيصال صحيحًا يعتد به في المحاكم.

يمكن أيضًا إثبات الدين وإبرام الاتفاقية عبر شبكة الإنترنت وذلك من خلال توقيع المستندات عبر إدخال الرموز التي يتم إرسالها للمقترض عبر الهاتف.

وقد يتم إثبات الدين في المحاكم في حال عدم وجود عقد وذلك من خلال استخدام الشهادة، شرط أن يتوفر في الشهادة شروطها المقررة شرعًا ونظامًا وأن يكون الشهود ممن تُقبل شهادتهم، وكذلك وثائق الدفع والمراسلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمراسلات النصية شرط توثيقها.

ومن طرق إثبات الدين "الرهن" وهو توثيق الدين بعين يمكن استيفاء الدين منها أو من ثمنها وهو مشروع في قوله تعالى "وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ"، وصور الرهن كثيرة من بينها حيازته أو إثباته في صك العقار أو نقل ملكيته.

يمكن إثبات الدين عبر الضمان، وفي هذه الحالة يضم الضامن ذمة المضمون إلى ذمته في الالتزام بالدين، ويكون الدين مثبتا في ذمتهما معًا، وقد جاء في المادة الثانية من اللائحة التنفيذية لاختصاصات كتاب العدل أنها المختصة بتوثيق الضمان أو فكه.

أهم الإجراءات التي تقوم بها شركات تحصيل الديون في السعودية

ذكرنا في فقرة سابقة أن الدائن هو الشخص الذي قدم مبلغًا من المال على أن يتم استرداده في وقت معين، وأن المدين هو الشخص الذي اقترض المال ووعد برده للدائن في الوقت المحدد، أما المحصل فهو الطرف الوسيط الذي سيقوم بعملية تحصيل الدين من المدين.


وهناك بعض الإجراءات التي يتعين على المتخصصين في تحصيل الديون البدء بها لتنفيذ مهامهم، ومن بينها:

  1. الحصول على كافة المعلومات حول الدين ووثائق المطالبة به من الدائن.
  2. جمع المعلومات حول المدين وأهمها: اسمه وعنوانه وطرق التواصل معه سواء كانت من خلال المكالمات الهاتفية أو البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية وما شابه. الخ.
  3. الحصول على كافة المستندات والوثائق التي تثبت مطالبة الدائن للدين.
  4. معرفة سبب تأخر المدين في سداد الدين، وهل هو سبب مشروع أو غير مشروع، وذلك أن التعامل يختلف في كل حالة عن الأخرى.
  5. التواصل المباشر مع المدين باستخدام الطرق الودية أولا ثم التدرج في توجيه الإنذارات إليه.
  6. البدء في الإجراءات القانونية وإجراءات التقاضي في حال ماطل المدين في السداد.

في كثير من الأحيان تصبح عملية تحصيل الديون عبئًا كبيرًا خاصةً مع إنكار المدين للديون الملزم بها أو المماطلة في تسديدها، الأمر الذي يجعل الكثير من الدائنين يفوضون إحدى شركات تحصيل الديون لاستعادة أموالهم في أقرب وقت وبأقل الجهود والخسائر الممكنة، ولكن ينبغي اختيار الشركات التي تتمتع بخبرات عالية في هذا المجال لتحقيق الهدف المنشود.

فإذا كانت لديك مستحقات مالية لدى الآخرين، ولا تستطيع الحصول عليها لأي سبب كان فإن اختيارك لإحدى شركات تحصيل الديون المتخصصة والمتمكنة في مجالها يساعدك بشكل كبير في توفير الكثير من الوقت والجهد والمال واسترداد حقوقك المالية في أسرع وقت ممكن، فمتابعة المدين في حد ذاتها تهدر الكثير من الوقت وتشتتُك عن متابعة عملك، وربما لا تكون لديك الخبرة الكافية أيضًا في وضع خطط محكمة لعمليات المتابعة والتنفيذ.

على صعيد آخر، فإذا كنت من أصحاب الشركات أو العلامات التجارية وتعاني من مشكلة تحصيل الديون من مدينيك، فإن الاستعانة بمثل هذه الشركات يؤثر كثيرًا في نفسية المدينين ويحافظ على سمعة علامتك التجارية وعلى عملائك.

هل يتم تحصيل الديون بطريقة واحدة؟ 

هناك عدة طرق تتبعها شركات تحصيل الديون وهي:


التسوية الودية

وهي الطريقة الأفضل والخيار الأول للمتخصصين في عملية التحصيل، ذلك أنها تحافظ على العلاقات الودية بين كل من الدائن والمدين وتحمي المصالح المشتركة بينهم، فضلًا عن كونها موفرة للوقت والجهد والتكاليف.

ومع ذلك تحتاج هذه الطريقة إلى مهارة جيدة في التفاوض ودراسة وضع المدين وصياغة الاتفاقيات التي توضح طرق الدفع ووضع الخطط المحكمة ومتابعتها حتى تحصيل الدين في الوقت المناسب.

وبدون التسوية الودية قد يلجأ الأطراف إلى إجراءات التقاضي التي تهدر الكثير من الوقت والجهد وتؤثر على مصالح الطرفين "الدائن والمدين".


التسوية القضائية

 في حال تعذر الوصول إلى حل مناسب بين المدين والدائن، يكون اللجوء إلى التسوية القضائية هو الخيار الثاني ورفع دعوى مطالبة مالية حيث يكون الحكم الصادر من القضاء ملزم لكلا الطرفين.

وأيًّا كانت الطريقة التي يتم اللجوء إليها، فإنه ينبغي اختيار شركة تحصيل ديون ذات معايير معينة تضمن من خلالها الحصول على أموالك في أسرع وقت ممكن، وهذا ما سوف نوضحه فيما يلي.

دور محصل الديون تجاه المدين في حال التسوية الودية

لمحصل الديون دور كبير في نجاح عملية التحصيل أيًّا كان نوع الدين، خاصةً إذا كانت الطريقة المتبعة هي التسوية الودية ولم يتم الدخول بعد في أي إجراءات قضائية، وهنا ينبغي على المحصل أن يكون ملمًّا بما فيه الكفاية بكافة البيانات والمعلومات الخاصة بكل من المدين والمدان، وتتضمن هذه المعلومات الأسماء ومحل الإقامات والمعلومات حول طبيعة الدين ومقداره ومواعيد استحقاقه وما إلى ذلك من التفاصيل التي تساهم بشكل كبير في أداء مهامه بشكل مهني واحترافي.

على جانب آخر، فإن محصل الديون المتميز هو الذي ينظم أعماله وملفاته لكي يسهل عليه الاستعانة بها فيما بعد، فهو يسجل كافة ملاحظاته والتفاصيل التي يتلقاها من عميله بشكل دقيق في ملفات محدثة بشكل دائم.

الخطوة التالية هي إجراء الاتصال مع المدين، وفي هذه الخطوة يتطلب الأمر الكثير من اللباقة والهدوء والحذر، فأنت كمحصل ديون لا تريد بالطبع قطع علاقاتك بأي من عملائك سواء الدائن أو المدين، لذا لا تفترض سوء النية أول الأمر، وكل ما عليك هو الاستماع إلى كافة التفاصيل وتوثيقها بدقة، وتذكر أن المودة واللباقة في الحوار قد يكون عاملًا مساعدًا في استجابة المدين لك وعدم مماطلته أو إنكاره.

الخطوة التالية هي إجراء الاتصال مع المدين، وفي هذه الخطوة يتطلب الأمر الكثير من اللباقة والهدوء والحذر، فأنت كمحصل ديون لا تريد بالطبع قطع علاقاتك بأي من عملائك سواء الدائن أو المدين، لذا لا تفترض سوء النية أول الأمر، وكل ما عليك هو الاستماع إلى كافة التفاصيل وتوثيقها بدقة، وتذكر أن المودة واللباقة في الحوار قد يكون عاملًا مساعدًا في استجابة المدين لك وعدم مماطلته أو إنكاره.

من المهارات التي ينبغي أن تتوفر أيضًا في المتخصصين في تحصيل الديون أن يكون قادرًا على حل المشكلات وإتاحة الكثير من الخيارات المناسبة والمرضية لكلا الطرفين، فقد يكون المدين مستعدًّا للسداد ولكنه يرغب في تسديدها على أقساط أو في تاريخ لاحق نظرا لظروفه، وأيًّا كانت الأسباب فإن الهدف الأساسي هو دفع كامل الديون في أسرع وقت ممكن، لذا ينبغي التفكير في خيارات وحلول والتفاوض مع جميع الأطراف وتحقيق مستوى مناسب من الرضا بينهما.

بمجرد الاتفاق على آلية يتم الدفع على أساسها، يكون على محصل الديون توثيق ذلك خطوة بخطوة وذكر كافة التفاصيل التي تم الاتفاق عليها من حيث طريقة السداد وموعده وتوثيقها كتابيا بشكل واضح لا لبس فيه.

إن مهارة المحصل وخبرته في استخدام التقنيات والبرامج الحاسوبية الذكية تساعده بشكل كبير في عملية تحصيل الديون فالخبراء والمتخصصون في هذا المجال يستخدمون برامج خاصة بهم تساعدهم على تسجيل كافة الملاحظات والتفاصيل وتحديثها أولا بأول، فضلًا عن توثيق المكالمات وتخزينها لغرض الرجوع إليها عند الحاجة، طبقًا للضوابط المنصوص عليها في النظام السعودي.

أهم المعايير التي يتم اختيار أفضل شركة تحصيل ديون بناء عليها

بداية، فقد حددت وزارة التجارة السعودية عددًا من الشروط التي ينبغي أن يتمتع بها كل من يقدم خدمة تحصيل الديون للغير -باستثناء المحامين والمستشارين القانونيين- وتتمثل هذه الشروط في أن يكون المتقدم سعودي الجنسية حاصلًا على شهادة الثانوية العامة، تتحقق فيه مواصفات الأهلية الشرعية والنظامية، وغير مدان بجريمة تخل بالأمانة وكذلك ألا يكون تم فصله بقرار نهائي من خدمة سابقة، وألا يكون قد أخل بأي التزام مالي تجاه دائنيه، وأن يكون له مقر ثابت يمارس فيه عمله.

وفي حال تحقق الشروط السابقة، ينبغي للمتقدم أن يكون مقيدًا ومسجلًا في سجل الوزارة والسجل التجاري، على أن تكون مدة ترخيص ممارسة هذا النشاط خمس سنوات قابلة للتجديد.

وضمانا لعدم ضياع جهودك وأموالك، يكون من الضروري اختيار شركة تحصيل ديون تتمتع بسمعة طيبة في هذا المجال، ويقدم لك الخبراء مجموعة من النصائح والمعايير التي يمكنك اختيار الشركة بناء عليها:

  1. الاطلاع على كافة الخدمات التي تقدمها الشركة، وما إذا كانت هذه الخدمات مناسبة لمتطلباتك وتحقق لك أهدافك في عملية التحصيل، فهناك شركات تتخصص في تحصيل الديون من الشركات الكبيرة وهناك من يتعامل مع الشركات الصغيرة أو الأفراد، لذا ينبغي أن تتعرف على نوع المدينين الذين تتعامل معهم شركة التحصيل قبل اختيارها.
  2. اختيار الشركة بناءً على توصيات الزملاء والمقربين أو المعارف الذين كانت لهم تجارب ناجحة ومثمرة معها.
  3. اختيار شركة معروفة ومسجلة لدى الجهات المعنية في الدولة ولديها ترخيص بمزاولة المهنة، والتأكد من أنها تعمل طبقًا للأنظمة والقوانين المعتمدة في البلاد.
  4. إذا كان ديونك تتجاوز حدود بلدك، فينبغي أن يكون البحث عن شركة لديها ترخيص بمزاولة المهنة على المستوى الدولي.
  5. قبل التعاقد مع الشركة التي قمت باختيارها، ينبغي لك إجراء جلسات نقاش عمل معها حول النسبة التي تتقاضاها مقابل عملية تحصيل الديون، فذلك يساعدك على إجراء الموازنة بين هذه النسبة وقيمة الأموال التي تستردها بهدف عدم تعرضك للخسارة جراء عملية التحصيل.
  6. أن تكون الشركة ذات خبرات عالية في استخدام كافة التقنيات والآليات التقليدية والرقمية والتي تساعد في عملية التحصيل بشكل سليم وفي الوقت المناسب.

أن تكون الشركة ذات خبرات عالية في استخدام كافة التقنيات والآليات التقليدية والرقمية والتي تساعد في عملية التحصيل بشكل سليم وفي الوقت المناسب.

مهام كل من المحامي ومحصل الديون، هل يؤديان نفس الوظيفة؟

هل يؤدي كل من المحامي ومحصل الديون نفس المهام الوظيفية في عملية تحصيل الديون المتعثرة؟ سؤال يطرحه الكثيرون وتتمثل إجابته في تفصيل مهام كل منهما على حدة:

المهام المنوطة بمحامي تحصيل الديون

  1. تقديم الاستشارات القانونية التي تفيدك في تفادي أي مخاطر ناجمة عن عدم تأييد الدين وإثباته بشكل قانوني وحتى تسهل عملية تحصيله في موعده المتفق عليه.
  2. تعريف الدائن بما ينبغي فعله لإثبات دينه حتى يكون نافذًا قانونًا، من حيث كتابة الدين وتعيين مقداره وما إلى ذلك من كافة الإجراءات التي ينبغي اتباعها حتى الحصول على "مبلغ الدين".
  3. اطلاع الدائن على أحكام نظام تحصيل الديون والاستفادة منها في حال وصول الدائن إلى طريق مسدود مع المدين، وحتى يتسنى للدائن كسب الأحكام القضائية لصالحه وتنفيذها بما لديه من أدلة قانونية جيدة.

المهام المنوطة بـ محصل الديون

  1. مراقبة وتحليل الأداء الائتماني للمدين.
  2. تقديم التقارير الخاصة بالقدرة الائتمانية للمدين للمنشأة لاتخاذ قرارها بالموافقة على البيع بالأجل من عدمه.
  3. القيام بالأعمال الإدارية والتقنية ذات الصلة بعملية التحصيل.
  4. متابعة السلوك الائتماني للمدين بشكل مستمر حتى تسديد المستحقات في وقتها المحدد.

جدير بالذكر، أنه مهام كل من المحامي ومحصل الديون لا يعني الاستغناء عن أحدهما بالآخر، بل المطلوب هو الاستفادة من مهام كل منهما في تحقيق أقصى استفادة ممكنة تتمثل في تحصيل الديون في أسرع وقت ممكن وبكفاءة عالية.

الإجراءات المتبعة في رفع دعوى مطالبة مالية في السعودية

في بعض الحالات يلجأ الدائن إلى رفع دعوى مطالبة مالية بهدف استرداد ديونه المتعثرة، خاصة إذا فشلت التسوية الودية في تحصيل الدين، وتتم إجراءات رفع دعوى مطالبة مالية على النحو التالي:

  1. جمع الوثائق والمستندات الخاصة بالمطالبة.
  2. إعداد صحيفة الدعوى وصياغتها بشكل قانوني سليم.
  3. تقديم الدعوى إلى المحكمة المختصة.
  4. الحصول على رقم قيد للدعوى، وسداد الرسوم المستحقة.
  5. تحديد موعد الجلسة الأولى من قبل المحكمة المختصة.
  6. إشعار أطراف الدعوى بموعد الجلسة الذي تم تحديده.

ونظرا لأن هذه الخطوات تحتاج إلى بعض الوقت والجهد والخبرة، فإن الكثيرين يفضلون توكيل محامي متخصص في هذا المجال يقدم المشورة المناسبة لاتخاذ الإجراءات بشكل قانوني سليم.

هل يجوز رفع دعوى مطالبة مالية في حال عدم وجود إثبات

قد لا يكون لدى الدائن سند يثبت مستحقاته المالية، وقد يستغل المدين ذلك ويماطل في السداد، فهل يضيع بذلك حق الدائن؟

في هذه الحالة منح النظام الدائن الحق للمطالبة المالية دون إثبات، مع اختلاف في إجراءات رفع الدعوى على النحو التالي:

  1. إعداد صحيفة الدعوى وتضمينها كافة تفاصيل الدعوى بشكل مفصل، مع ذكر قيمة المبلغ المستحق.
  2. توضيح كافة البيانات الخاصة بالمدعى عليه ومحل إقامته.
  3. تقديم ما يثبت أن المدعى عليه قد امتنع عن سداد الدين.
  4. توفير شهود على الحالة أو حلف اليمين بالنسبة للمدعى عليه.
  5. تقديم صحيفة الدعوى إلى المحكمة المختصة.
  6. الحصول على رقم قيد الدعوى وموعد انعقاد الجلسة الأولى.

وسواء كنت ترغب في رفع دعوى مطالبة مالية بإثبات أو بدون إثبات فإن كلتا الحالتين تحتاج إلى مشورة محامي متخصص في مجال تحصيل الديون المتعثرة ليكون عونا لك على استرداد حقوق وفقًا للأنظمة والقوانين المعمول بها في البلاد.

قبل رفع دعوى مطالبة مالية، ما هي الشروط اللازم توفرها؟

 يتطلب رفع دعوى مطالبة مالية توفر عدد من الشروط وهي على النحو التالي:

  1. أن يتم تقديم الدعوى من قبل صاحب الحق.
  2. ألا تكون الدعوى قد تم رفعها قبل ذلك.
  3. إثبات الحق الذي يتم المطالبة به.
  4. الالتزام بالمحكمة المختصة في النظر في الدعاوى المالية.
  5. أن يكون الحق المطالب به مشروعًا لا يخالف القوانين والأنظمة العامة.
  6. أن يكون الضرر واقعًا على الطرف المدعى نتيجة عدم حصوله على مستحقاته المالية من المدعى عليه.

إذا لم تتحقق الشروط السابقة جميعها في الدعوى، فسوف يتم رفضها من قبل المحكمة، وهنا يكون الاستعانة بمحامي متخصص قرارًا صائبًا يضمن لك استيفاء جميع الشروط المطلوبة قبل رفع الدعوى.

تحصيل الديون الدولية

قد تستدعي الحاجة إلى تحصيل ديونك في دولة أخرى، وهناك شركات تحصيل تختص بهذا المجال على المستوى الدولي، ولديها أساليبها المهنية التي تساعدها على استرداد الأموال في أسرع وقت ممكن، فضلًا عن الحفاظ على العلاقات بين كل من الدائنين والمدينين وهو أمر ضروري خاصةً لأصحاب الأعمال.

أنواع شركات تحصيل الديون

تتنوع شركات تحصيل الديون، فمنها ما يكون قسمًا تابعًا للشركات الأصلية التي يرجع لها الدين، وهذا النوع من الشركات تتبع إجراءات التحصيل بطريقة مباشرة.

وهناك شركات تحصيل الديون المستقلة بذاتها وتتميز بكونها أكثر تخصصًا وخبرة وتعاملا مع أنواع مختلفة من الديون وشخصيات مختلفة من العملاء "الدائنين والمدينين"، ولها طرقها واستراتيجياتها الخاصة في التعامل مع الديون الأكثر صعوبة بأقل جهد ممكن.

وعلى أي حال، ينبغي البحث عن شركة تحصيل ديون لديها فريق من المحامين والمستشارين القانونيين المتميزين الذين يملكون خبرات عالية في هذا المجال مما يؤهلهم لتقديم حلول عملية لاسترداد أموال المدينين بما لا يتعارض مع أهدافهم التجارية.

أهمية التعاقد مع شركات تحصيل الديون

قد تتعرض في كثير من الأحوال إلى مماطلة المدين في سداد ما عليه من أموال مستحقة السداد، وتبوء الحلول المعتمدة على التسوية الودية بالفشل، وربما تتعرض نتيجة لذلك إلى الخسارة في أعمالك، وهنا يكون التعاقد مع شركة تحصيل ديون تتمتع بخبرات عالية وسمعة طيبة في هذا المجال، حيث يعمل في مثل هذه الشركات فريق متخصص يعرف جيدا طبيعة الإجراءات القانونية التي تساعدك على استرداد أموالك وفقا للنظام المعتمد في البلاد.

على جانب آخر، فالكثير من الدائنين الذين تعاقدوا مع شركات تحصيل الديون المتعثرة قد لمسوا عددا من المميزات والفوائد ومن أهمها:

  1. في حال التعاقد مع شركة تحصيل ديون، فإنهم بذلك يرسلون رسالة إلى دائنيهم أنهم مصرون على استرداد أموالهم سواء بشكل ودي أو بقوة القانون.
  2. إمكانية استرداد أموالهم في أسرع وقت ممكن، خاصة في حال الديون التي مضى عليها فترات طويلة.
  3. توفير الوقت والجهد والمال من خلال حصولهم على مختلف الخدمات ذات الصلة بعملية التحصيل مثل خدمات المتابعة والتقاضي وما شابه.
  4. الحصول على تقارير دورية ذات صلة بمعدلات التحصيل.
  5. الحفاظ على سمعة علامتهم التجارية وعدم تأثرها بالديون المستحقة.
  6. تقوم الشركات المتخصصة في تحصيل الديون أيضا بتحصيل جميع المبالغ المحددة في عقد الدين والتي تتمثل في الفائدة على سداد الديون المتأخرة والغرامات والخسائر المترتبة على تأخير الدين..الخ.

نصائح المتخصصين لتجنب التعرض لأزمات الديون

 على مستوى الأفراد أو الشركات، هذه نصائح واستراتيجيات هامة يقدمها المتخصصون في مجال الاقتصاد لتجنب التعرض لأزمات الديون، وربما تصفية الشركة وإنهاء أعمالها:

على مستوى الشركات والمؤسسات

  1. تحديد كافة الديون التي ينبغي سدادها، مع تحديد مدخول الشركة الحالي والمتوقع لمدة عام مقبل، وهذا يساعد على البدء في تسديد الديون بناء على أولوياتها ومدى تأثيرها على التدفق النقدي للشركة.
  2. عدم توقف الشركة عن ممارسة نشاطها، حتى تتمكن من توليد العوائد المادية التي تساعد على سداد الديون القديمة، مع ملاحظة تحديد أولويات الدائنين.
  3. ينبغي أولا تسديد الديون التي تؤثر بشكل كبير على سير العمل في الشركة.
  4. في حال كان للشركة مدخرات فهي مهمة لمواجهة الكثير من الأزمات، وعلى رأسها تسديد الديون المتراكمة.
  5. بيع الأصول غير المربحة والدفع للدائنين بهدف إنقاذ الشركة، خاصة إذا تراكمت الديون عليها، مع التحقق من أن مشروعك مستدام على المدى البعيد.
  6. إمكانية التفاوض مع الموردين وإطلاعهم على الوضع المالي للشركة والخطط المتبعة لتحسينه، ففي هذه الحالة قد يقبلون الاستمرار في التعامل مع الشركة.

على مستوى الأفراد

لتجنب تراكم الديون على مستوى الأفراد والمساعدة في سدادها، يُنصح بالاستراتيجيات التالية:

  1. توزيع الدخل إلى أساسيات وكماليات، والاستغناء عن بعض الكماليات بغرض تسديد جزء من الديون على فترات.
  2. تعلم كيفية التخطيط المالي الجيد، والعمل على ادخار مبلغ مالي شهري يساعد على مواجهة النفقات الطارئة.
  3. التعود على تدوين كافة النفقات حتى ولو كانت بسيطة.
  4. التعامل في حدود الإمكانيات المادية، وعدم شراء أي منتجات أنت لست بحاجة إليها.
  5. التوقف عن الاستدانة إلا في حالات الضرورة القصوى.
  6. عدم اللجوء إلى الشراء بالأقساط لأنها تؤدي إلى تقييدك بديونٍ شهرية.
  7. الالتزام بتخصيص جزء من الدخل لسد الديون وعدم التهاون في ذلك.
  8. في حال كانت لديك بطاقة مشتريات، فينبغي أن تسارع في سدادها أولا بأول، مع عدم استخدامها إلا في حالات الضرورة.
  9. في حالة كون الديون ذات حجم مرتفع، فيمكنك التعاقد مع إحدى شركات تحصيل الديون للمساعدة في تسوية ديونك مع الدائنين في فترات يتم الاتفاق عليها.

شركات تحصيل الديون مفيدة لكل من الدائن والمدين

 لا تكون شركات تحصيل الديون ضد المدين على طول الخط بل هي تساعده كما تساعد الدائن تماما، حيث تتمثل مهمتها في استرداد أموال الدائن في الوقت المناسب، ومساعدة المدين على سداد دينه بالحلول العملية والقانونية أيا كانت نوع الديون المتراكمة عليه.

والحقيقة أن هذا لا يتحقق إلا بتوفر الكثير من مهارات تحصيل الديون لدى المحامي أو المحصل والتي ذكرناها سابقًا، وقدرته على التعامل مع حجج وأعذار المماطلين وكيفية البحث عن المتهربين منهم، فضلًا عن توفر الخلفية الكافية حول مختلف الأنظمة والقوانين المتبعة في هذا المجال ومواكبة تحديثاتها باستمرار، والالتزام بالعمل بما يوافق أخلاقيات المهنة ويوافق أحكام الشريعة الإسلامية ويحقق التوازن بين كل من المخاطر والمكاسب.

ختامًا، فإنه من البديهي أن تشعر بصعوبة تحصيل ديونك المتعثرة بمفردك، ذلك أنها تحتاج إلى جدولة هذه الديون وتقديم الحلول المناسبة للسداد لكل من المدين والدائن، وهذا يتحقق بتعيينك لخبراء ومتخصصين يمتلكون سمعة طيبة وخبرة عالية في مجال تحصيل الديون.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.